اقتصاد

«سي إن بي سي»: تراجع معنويات الأسواق الأمريكية .. وسط مخاوف من تباطؤ قطاع التصنيع في أغسطس

ذكرت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية أن الأسواق المالية في الولايات المتحدة شهدت تراجعا في معنوياتها، بسبب المخاوف بشأن اتجاه الاقتصاد الأمريكي، وذلك بعد ظهور نتائج المسح الشهري الذي أجراه معهد إدارة التوريدات لمديري المشتريات.

وأشار المسح إلى أن المصانع الأمريكية استمرت في حالة التباطؤ خلال شهر أغسطس.. كاشفا أن 47.2 بالمئة فقط من مديري المشتريات أفادوا بالتوسع خلال أغسطس، وهو أقل من نقطة التعادل البالغة 50 بالمئة. وتعتبر نقطة التعادل مرجعا للفصل بين التوسع والانكماش؛ إذ يشير المؤشر فوق 50 بالمئة إلى نمو النشاط الاقتصادي، بينما يشير المؤشر تحت 50 بالمئة إلى انكماش النشاط.

ولإعداد المؤشر، يتم إرسال استبيان شهري إلى مديري المشتريات في مئات الشركات الصناعية في البلاد، ويتم احتساب المؤشر بناء على تلك البيانات، ويتم المقارنة بين قراءة المؤشر لكل شهر.

ويمثل هذا المؤشر أداة مهمة لمتابعة وتحليل الوضع الاقتصادي، حيث يساعد في فهم الاتجاهات والتغيرات في القطاع الخاص وقوة النمو الاقتصادي.

وأشارت “سي ان بي سي” إلى أنه على الرغم من أن النسبة في أغسطس كانت أعلى بقليل من نسبة 46.8 بالمئة المسجلة في يوليو، إلا أنها كانت أقل من التوقعات التي أشارت إلى 47.9 بالمئة. ويستخدم مؤشر مديري المشتريات لقياس نشاط القطاع الخاص غير النفطي في الاقتصاد ويعتمد على ركائز أساسية، مثل الطلبيات الجديدة ومستويات المخزون والإنتاج وحجم تسليم الموردين وظروف التوظيف.

ونقلت الشبكة الإخبارية عن تيموثي فيوري، رئيس لجنة مسح أعمال التصنيع التابعة لمعهد إدارة التوريدات، قوله إن النشاط الصناعي في الولايات المتحدة لا يزال في منطقة الانكماش، ولكن الانكماش كان هذا الشهر أبطأ مقارنة بالشهر الماضي. وأضاف أن الطلب لايزال ضعيفا، والإنتاج قد انخفض. كما أشار فيوري إلى أن الشركات تتردد في الاستثمار في رأس المال والمخزون، بسبب السياسة النقدية الفيدرالية الحالية وعدم اليقين بشأن الانتخابات، في إشارة إلى سياسة التشديد النقدي التي ينتهجها مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض التضخم.

ونوهت “سي إن بي سي” بأن القراءة الأضعف من المتوقع لمؤشر مديري المشتريات في الشهر الماضي، قد أدت إلى مزيد من التراجع في الأسواق، مما كلف مؤشر “إس آند بي 500” نحو 8.5 بالمئة، قبل أن يعوض معظم الخسائر. مشيرة إلى أن القراءة الأخيرة أدت إلى انخفاض الأسهم بعد أحدث إصدار لمؤشر إدارة التوريدات، حيث سجل مؤشر “داو جونز” الصناعي انخفاضا بنحو 500 نقطة.

من جانبها، أكدت وكالة “رويترز” للأنباء، هبوط الأسهم الأمريكية وتراجع معنويات السوق، بعد أن أظهرت بيانات معهد إدارة التوريدات أمس، أن قطاع التصنيع في الولايات المتحدة ظل ضعيفا، على الرغم من تحسن طفيف في أغسطس من أدنى مستوى له في ثمانية أشهر الذي سجله في يوليو.

وأضافت “رويترز” أن بداية الشهر قد تكون من أسوأ الفترات في تاريخ السوق قبل صدور بيانات من المرجح أن تؤثر على قرارات مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن خفض أسعار الفائدة.

وأغلق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” منخفضا 118.64 نقطة، أي 2.10 بالمئة، عند 5529.76 نقطة، كما خسر مؤشر “ناسداك” المجمع 576.06 نقطة، أي 3.25 بالمئة، ليغلق عند 17137.56 نقطة، فيما ارتفع مؤشر “داو جونز الصناعي” 618.72 نقطة أو 1.49 بالمئة ليغلق عند 40944.36 نقطة، وفقا لما أوردته “رويترز”.

كما ذكرت “سي إن بي سي”، أن المسح كشف عن ارتفاع مؤشر التوظيف إلى 46 بالمئة، فيما قفزت المخزونات إلى 50.3 بالمئة. وفيما يتعلق بالتضخم، ارتفع مؤشر الأسعار إلى 54 بالمئة، مما قد يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي للتفكير مليا في مدى خفض أسعار الفائدة بشكل كامل.

وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن نتائج معهد إدارة التوريدات تتماشى مع قراءة أخرى لمؤشر مديري المشتريات من شركة “ستاندرد آند بورز” للخدمات المالية، والتي أظهرت انخفاضا إلى 47.9 نقطة في أغسطس من 49.6 نقطة في يوليو. كما أظهر مؤشر “ستاندرد آند بورز” للتوظيف انخفاضا للمرة الأولى هذا العام، في حين ارتفع مقياس تكلفة المدخلات إلى أعلى مستوى في 16 شهرا، وهو مؤشر آخر على أن التضخم لا يزال موجودا، وإن كان بعيدا عن أعلى مستوياته في منتصف عام 2022.

ونسبت “سي إن بي سي” إلى كريس ويليامسون، كبير خبراء الاقتصاد التجاري في “ستاندرد آند بورز” قوله: إن الانخفاض الإضافي في مؤشر مديري المشتريات يشير إلى أن قطاع التصنيع يشكل ضغطا متزايدا على الاقتصاد في منتصف الربع الثالث من هذا العام، مضيفا أن المؤشرات المستقبلية تشير إلى أن هذا الضغط قد يتصاعد في الأشهر المقبلة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى