منوعات

شريف صالح يكتب: «دا اللي وقع مننا» !

عبقرية عبد الحليم في إحساسه مش في إمكانات حنجرته
والعكس صباح فخري
كل موهبة ربنا بيكون عاطيها حتة بتاعتها هي بس. هبة مش بتتقلد
زي رعشة الشجن في صوت عبد المطلب رغم خشونته
او خفة الظل في صوت «فوزي» مستحيل حد يقلدها
دي بتبقى هبات ربانية صاحبها نفسه ما يقدرش يقلدها ولا يصطنعها
لو جربت تقلد حزن فريد الاطرش هايقلب كوميدي، مع ذلك بنصدقه ويبكينا مع فريد

وبتبقى مهمة المقلد ازاي يحترم الغنوة الأصلية وفي نفس الوقت يعطيها بصمته هو وروحه هو
مثلا نجاة قدمت اغاني عبد الوهاب حلو بس بروح نجاة
ويا جارة الوادي اتغنت تلات مرة من تلات فنانين عظام
عبد الوهاب وفيروز ونور الهدى ومافيش أداء فيهم شبه التاني
مع انه الكلام واللحن هما هما

لو حاولت تقلد وخلاص هاتضيع مشيتك
لانك ماعندكش هبة الآخر
وكمان روحك مش موجودة
ها تكون النتيجة فاترة وغير قابلة للحياة في الوجدان

المشكلة الأكبر ليست في تراجع المواهب في مصر اللي كان ممكن تكون بحجم حليم والموجي وبليغ

لكن في تراجع مصر (نسمي الأشياء بمسمياتها)
زمان كان في لجنة استماع في الاذاعة لاعتماد اي مطرب أو ملحن وكانوا بيرفضوا أكابر ويكفروا سيئاتهم قبل قبولهم.. الموجي وحليم وبليغ ولاد المعايير الصعبة جدا دي، وماكنش التنكولوجيا سهلة كدا عشان تعالج النشاز او المغنية تقعد على البيسين وتحط سماعاتها وتلعب شفايفها وبعدين مهندس الصوت يركب تراك الموسيقى

أم كلثوم وعبد الوهاب وحليم كانوا بيعملوا عشرات البروفات ويوصلوا الليل بالنهار مش بس لبلوغ أعلى درجة الإتقان
بل أعلى إحساس كمان
وكل عازف بيعتصر روحه حتى لو بيظهر في جملة واحدة

دا اللي وقع مننا
ماعدتش في معايير ولا مناخ ولا إتقان كله ماشي بشعار
أي بلوبيف في رغيف
وتقدر تقيس الغناء على اي حاجة تانية تيجي في بالك
وهاتعرف ليه أم كلثوم أو حليم أو سعاد حسني أو نجيب محفوظ كانوا قيمة مضافة لمصر
بينما معظم اللي ع الساحة الآن قيمة سالبة

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى