شيخ الأزهر: سيكتب التاريخ ما يحدث لأهل فلسطين في أسود صفحاته
تقدم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالتهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ولشعب مصر الأبي الكريم، ولعالمنا العربي والإسلامي بأجمل التهاني وأخلص الأماني بمناسبة الاحتفال بليلة القدر؛ الليلة التي بدأ فيها نزول القرآن على قلب نبينا محمد ﷺ، نوراً يهدي به الله من يشاء من عباده، ويخرجهم به من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم.
وأكد فضيلته أن الأحداث القاسية التي نعيشها صباح مساء، تثبت -دون أدنى ريب- أن الإنسانية لم تكن في عصر من عصورها بحاجة إلى هدي القرآن الكريم، وهدي أمثاله، من الكتب المنزلة، بمثل ما هي عليه اليوم، فقد أصبح واضحًا أن عالمنا المعاصر فقد القيادة الرشيدة الحكيمة، وراح يخبط خبطًا عشواء، بلا عقل ولا حكمة ولا قانون دولي، وبات يندفع -بلا كوابح- نحو هاوية لا يعرف التاريخ لها مثيلًا من قبل.
وتحدث شيخ الأزهر عن عقود من علاقات الحوار الحضاري بين الأمم والشعوب، وأنه من المؤسف أننا استبدلنا بها -وعلى نحو متسارع غريب- علاقات الصدام والصراع، وسرعان ما تحول هذا الوضع البائس إلى علاقات صراع مسلح تطور أخيرًا إلى صورة بالغة الغرابة والشذوذ في تاريخ الحروب والصراعات المسلحة، أبطال هذه الصورة قادة سياسيون وعسكريون، من ذوي القلوب الغليظة التي نزع الله الرحمة من جميع أقطارها، يقودون فيها جيشًا مدججًا بأحدث ما تقذف به مصانع أوروبا وأمريكا من أسلحة القتل والدمار الشامل، ويواجهون به شعبًا مدنيًّا أعزل، لا يدري ما القتل ولا القتال، وليس له عهد من قبل بسفك الدماء، ولا بمرآى جثث الأطفال والنساء والرجال والمرضى، وهي ملقاة على قوارع الطرقات أو مغيبة تحت أنقاض ومبان مهدمة في الأزقة والحواري.
وتابع فضيلته أن الحاجة العاجلة والملحة في وقتنا الحاضر هي إعادة تأهيل الإنسانية وإعادة ترميم قلوب البشر، وذلك بموجب قواعد الدين الإسلامي الحنيف وتعاليم القرآن الكريم، فالإسلام يدعو إلى العدل والرحمة وحسن الخلق، ويحث على حماية الحياة واحترام الكرامة الإنسانية، ومن أجل تحقيق ذلك، يجب على القادة السياسيين والعسكريين أن يتخذوا قراراتهم بناءً على العدل والمساواة، وأن يتعاونوا على وقف النزاعات وإنهاء العنف والحرب.
وختم فضيلته كلمته بالدعاء لمصر وللعالم الإسلامي والإنسانية جمعاء، أن يتمكنوا من استعادة هدي القرآن الكريم وتطبيقه في حياتهم، وأن يتجاوزوا الصراعات والتفرقة، وأن يعيشوا في سلام وأمن واستقرار.
وكما دعا إلى تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان، وإلى التعاون المشترك لمواجهة التحديات العالمية، مثل الفقر والجوع والتغير المناخي والإرهاب.