صلاح رشاد .. يكتب: الملك العضوض .. والأثمان الباهظة (2)
يزيد يدمر البيت «السفياني» .. لم يهنأ طويلا بالملك والسلطان اللذين سفك من أجلهما دماء الأطهار من أهل البيت
قصف الله عمر يزيد بن معاوية فلم يهنأ طويلا بالملك والسلطان اللذين سفك من اجلهما دماء الأطهار من أهل البيت واكمل جرمه الشنيع باستباحة مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم علي يد جاهل جهول هو مسلم بن عقبة الذي أسماه المؤرخون مسرف بن عقبة بعد أن أسرف في سفك دماء أهل المدينة بعد أن هزمهم في موقعة الحرة، وهي من المواقع المأساوية في التاريخ الإسلامي، وطلب منه يزيد أن يكمل مسيره الي مكة ليقضي علي عبدالله بن الزبير الذي كان قد رفض مبايعة يزيد، فهلك مسلم بن عقبة _عامله الله بما يستحق_ قبل أن يدخل مكة ليتولي قيادة الجيش الحصين بن نمير بعد هلاك مسلم.
وكان يزيد بن معاوية قد طلب من ابن مرجانة – قبحه الله – وهو عبيدالله بن زياد والي العراق أن يخرج الي قتال أهل المدينة ثم محاصرة مكة لكن ابن زياد قال: لا جمعتهما للفاسق أبدا قتل إبن بنت رسول الله وسفك الدماء في البلد الحرام .. يعني اكتفي المجرم عبيد الله بن زياد بجريمة شنعاء واحدة وهي قتل الحسين وآل البيت الأطهار في كربلاء، بعد أن رفض مبادرة الحسين للخروج من هذه الأزمة عندما عرض عليه واحدة من ثلاث: أن يرجع من حيث جاء أو يخرج إلي أرض الله الواسعة أو يذهب الي الشام ويضع يده في يد يزيد، لكن المجرم ابن زياد رفض الخيارات الثلاثة، واشترط أن ينزل الحسين علي حكمه طالما أنه أصبح في ارض هو واليها، وكانت هذه مشورة شيطان الإنس شمر بن ذي الجوشن الذي أغري ابن زياد بأن يأمر الحسين بالنزول علي حكمه.
وهي والله مهزلة المهازل ومسخرة المساخر أن ينزل ابن فاطمة الطاهرة سليلة الأطهار علي حكم ابن مرجانة الجارية الفارسية.
وكان من الطبيعي أن يرفض الحسين هذه المهزلة حتي لو كان الثمن حياته .. وهو الآن في أعلي عليين .. ولا يذكره الذاكرون علي مر العصور إلا بالإكبار والإجلال، أما قتلته فهم في أسفل سافلين، ولايأتي ذكرهم إلا ومعهم اللعنات والدعاء عليهم بأن تكون قبورهم حفرة من حفر النيران.
وكانت نهاية قتلة الحسين وآل بيته الأطهار أليمة فقتلوا جميعا شر قتلة، فلا طالت أيامهم في الدنيا، وليس لهم في الآخرة إن شاء الله إلا جهنم و بئس المصير.
نعود إلي يزيد بن معاوية الذي هلك والحصين بن نمير قائد جيشه يحاصر مكة، فعاد أدراجه إلي دمشق وقصف الله عمر يزيد بعد أقل من 4 سنوات عاشها في الملك والسلطان ولم يكن قد تجاوز الثامنة والثلاثين من عمره.
وكان يزيد أصغر من تولي الخلافة في صدر الإسلام، فكان في الرابعة والثلاثين من عمره وكان أبوه في الثامنة والخمسين عندما تولاها، أما الصديق أبو بكر رضي الله عنه فكان في الستين من عمره، وتولاها الفاروق عمر رضي الله عنه وهو في الثالثة والخمسين من عمره، أما عثمان رضي الله عنه فهو أكبر من تولي الخلافة سنا في تاريخ الإسلام، فكان في السبعين من عمره ، وكان علي رضي الله عنه في الثامنة والخمسين.
وهلك يزيد وابنه الأكبر وولي عهده معاوية الثاني في الحادية والعشرين من عمره وكانت له قصة نسردها في الحلقة المقبلة إن شاء الله .