يبدو أن عمرو دياب بدأ فى كتابة نهايته بيده بعد أن ظل متربعا على قمة الهرم الغنائى فى مصر ويحصل على أعلى أجر بين المطربين سواء في الإحتفالات أو الأفراح أو الإعلانات، فبعد حالة السخط العام التى صُبت تجاهه بعد مشاركته فى إعلان شركة بيبسى والتى تساند وتؤيد وتدعم الكيان الصهيوني المحتل فى ظل المقاطعة الكبيرة لمنتجات هذه الشركة فى كل أنحاء العالم.
استنكر الجميع وحتى من يحبون غناءه هذا الفعل المشين معتبرين قيامه بهذا الإعلان ورغم أنه جلب له الكثير من المال إلا أنه جلب أيضاً العار، رغم أنه يمتلك الكثير وليس فى حاجه لتضخم ثروتة.
سقطات عمرو دياب تتوالى فبعد إهانتة لأحد الصحفيين ووصفه بالأهبل، جاءت السقطة المهنية والتي تدل على تضخم الذات والشعور بأنه فوق البشر عندما قام بصفع وضرب أحد معجبيه على وجهه أثناء إلتقاط صورة معه فى أحد الأفراح.
الفيديو انتشر كالنار فى الهشيم مع إستنكار كبير لهذا الفعل اللا أخلاقى والذى ينم عن وصوله لدرجه كبيرة جدا من التعالي والغرور والنرجسية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيكون رد فعل المُعجب الذي صُفع بالقلم وهل سيفرط فى حقه بعد الإهانة الكبيرة وكسرة النفس والإذلال الذي تعرض له ؟ وهو يستطيع أن يقاضية ويدخله السجن لأنه ضُرب بدون وجه حق وعلى مرأى ومسمع من الجميع والمشهد متداول على كل مواقع وصفحات السوشيال ميديا.
ما فعله عمرو دياب ليس خطأ غير مقصود ولكنها ظاهرة إرتكبها كثير من الممثلين والمطربين، وفى رأيى أن الإعلام هو شريك أساسى معهم فيما يفعلونه لأنه صنع منهم نجوماً وأهال عليهم التمجيد والتعظيم ومتابعة أخبارهم التافهة وملاحقتهم بالكاميرات واللقاءات حتى ظنوا أنهم من طينة غير عموم البشر وأنهم كريمة المجتمع وصفوته، فى ظل الإهمال وعدم الإهتمام بأخبار العلماء والمخترعين والمفكرين، فهل نسيتم كلام المغنى أحمد سعد عندما قال «أنا وعمرو شقيقي الفنان فلحنا ولكن شقيقنا الثالث الدكتور العالم هو من فشل ولدية سيارة لادا»؟.
هذا الخلل المجتمعى وإختلال الأوضاع عندما يهان العالم والمفكر ولا يكونوا متصدرين للمشهد ومن صفوة المجتمع ويصبح المشخصاتى والمغنى هم أهل الحظوة والتكريم والتمجيد والإهتمام، فلابد أن نصل إلى ما نحن فيه الآن من سلوكيات بغيضة وإختلال فى ميزان القيم والأخلاق.