فاجنر من «طباخ بوتين» إلى متمرد مسلح ضده
تحت عنوان «رجال الظل داخل فاجنر.. شركة الحرب السرية الروسية»، نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فيلما وثائقيا يكشف كيف تخفى الشركة الخاصة تدفق ثرواتها ومواردها، مستعرضة رحلة صعود يفجينى بريجوجين قائد فاجنر من «طباخ بوتين» إلى قيادة تمرد مسلح فى روسيا.
وذكرت الصحيفة أن مجموعة فاجنر بدأت كقوة سرية صغيرة، لكنها تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى «عصابة حرب عالمية» يقودها بريجوجين، حيث تعمل على نهب الذهب والماس بينما تحقق مصالح الكرملين الاستراتيجية، وأصبحت وجها للهجوم الروسى فى أوكرانيا، على حد تعبيرها.
وبحسب «وول ستريت جورنال»، ظل بريجوجين فى البداية بعيدا عن الأنظار، ونادرا ما كان يظهر للعلن. وفى حين اعتبره المسئولون الغربيون، المسئول عن فاجنر، أبقى الكرملين الأمر سرا؛ إذ لم يرد أن يعرف بوجود هذه المجموعة، ونفوا معرفة أى شىء عنها.
وقال جون سميث المدير السابق لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية لـ«وول ستريت جورنال»: «فاجنر لا يشبه أى شىء قد يفهمه الأمريكيون كشركة عسكرية خاصة. فاجنر مرتزقة يتم استئجارهم».
وأضاف: «ما نراه هنا حقا هو منظمة غريبة للغاية، والتى لا تشبه الشركات العسكرية الخاصة التقليدية. وفى الواقع، ربما من الأفضل وصفها بعصابة شبه عسكرية تدعمها الدولة»، على حد تعبيره.
وخلال عشر سنوات من تشكيلها، تطورت فاجنر ليصبح لديها شبكة ضخمة للأعمال التجارية تنشط بأربع قارات.
وتحققت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية من سجلات الشحن وقواعد البيانات الحكومية، ووثائق العقوبات، وسجلات الشركات، لتحديد 64 شركة مرتبطة بمؤسس فاجنر.
ووجدت الصحيفة الأمريكية أن أكثر من نصف تلك الشركات تستخدمها فاجنر كشبكة معقدة من الشركات الصورية لإخفاء تدفق الأموال والعتاد التى ترتبط فى النهاية بالكرملين، على حد قولها.
وبحسب «وول ستريت جورنال»، تستخدم تلك الأموال فى دفع الرواتب، وشراء الأسلحة.
وقال مسئولون أوكرانيون وغربيون إن بريجوجين، عبر شركته «كونكورد» لتقديم الطعام، كان يجنى المال منذ عقود صناعة الدفاع، حيث كان يحصل على العقود لتقديم الطعام والخدمات الأخرى للجيش الروسى، والتى كانت تمكنه لاحقا من إعادة استثمارها فى فاجنر.