المواقف والأحداث وحدها هى التي تصنع الرجال وتظهر الصالح من الطالح وتفرق بين الغث والسمين، وتكشف وتفرق بين أصحاب المبادىء والقيم الراسخه فى وجدانهم وبين المتلونين أصحاب الوشوش المتعددة والمتغيرة الذين تحركهم مصالحهم ومكتسباتهم الشخصية.
ولا شك في شموخ الموقف الذى اتخذه الفنان محمد سلام بالإعتذار عن السفر إلى المملكة العربية السعودية لعرض مسرحية (جواز إصطناعى) خلال ما أطلق عليه موسم الرياض مبرراً ذلك بأنه غير قادر على المشاركة بمسرحية بها ضحك ولعب وغناء، فى الوقت الذى يبــ.اد فيه الأشقاء فى غــ…زة ويتعرضون للقتـ.ل والهدم والتشريد على يد الكــ.يان المحتــ.ل.
وأضاف سلام أنه لم ولن يستطع فعل ذلك، وجاء هذا الموقف ليكشف لنا عن جانب آخر فى شخصية الفنان محمد سلام وليعبر عن ضمير حى و معدن أصيل وقيم ومبادىء يؤمن بها.
نعم خسر محمد سلام ٨٠ ألف دولار أجره في المسرحية وقد يخسر مبالغ وأعمال أخرى نظرا للبدء فى محاربته وعدم إشراكه فى الأعمال المتعاقد عليها، ولكنه بهذا الموقف كسب إحترام وحب وتقدير ملايين الملايين من الشعب المصرى والعربى.
أصبح سلام بهذا الموقف في منطقة أخرى في عقول وقلوب الملايين وهو ما ظهر فى حالة الإحتفاء به على وسائل التواصل الإجتماعى والإشادة بهذا الموقف الأخلاقى الإنسانى العروبى.
ثم جاء موقف «الكبير قوي» أحمد مكى ليعبر عن موقف آخر لا يقل أصالة وإحتراماً ورجولة عن موقف محمد سلام، حيث رفض رفضا قاطعاً إستبعاد محمد سلام من مسلسل (الكبير)
وذلك بعد أن طلبت منصة (شاهد) منه ومن شركة «سينرجى» منتجة المسلسل إستبعاد سلام من دوره بالمسلسل (دور هجرس ) حتى يتم عرض المسلسل على أكبر منصة عربية فى شهر رمضان القادم، وذلك إنتقاما من موقف مكى فى رفضه السفر لموسم الرياض.
ظهر معدن أحمد مكى الأصيل ورفض التضحية بزميله في العمل وليؤكد على إحترامه لموقف سلام وأن ضميره وإنسانيته هى التي تحكمه أيضا، وهذا إكتشاف جديد أيضا فى شخصية الفنان أحمد مكى.
وعلى النقيض تماماً، ظهر الموقف المغاير للممثل بيومى فؤاد والذى قام بنشر فيديو يزايد فيه وينتقد موقف محمد سلام بعد الإنتهاء من عرض المسرحية، ويعتذر للجمهور السعودي ورئيس لجنة الترفيه رغبة في كسب ودهم وكسب المزيد من ريالاتهم.
وما أن انتشر الفيديو لبيومي فؤاد حتى قام الملايين من شعب وسائل التواصل الإجتماعي بتلقينه درساً قاسيه و توجيه رسائل مؤلمه إليه، والأولى له بعد غضبة الجمهور، أن يعلن إعتزاله التمثيل فوراً فلم يعد يتقبله أحد بعد هذه المزايدة الرخيصة، فقد طالب الملايين بمقاطعة أعماله، وأعتقد أنه لن يستطيع مواجهة الناس فى الشارع فى الوقت الحالي.
هذه المواقف تبعث برساله للجميع بأن الوعى الشعبى قد استيقظ من نومه العميق، وأن الضمير الحى للشعوب، مازال ينبض، ويستطيع التفرقه والفرز جيداً، وهذه المواقف درس للجميع فى الحياة،فإما أن تكون صاحب موقف ومبدأ وضمير وتسكن في العقول والقلوب مثل مكى وسلام أو أن تكون بيومى فؤاد.