سيطرت السوشيال ميديا خلال السنوات الأخيرة علي كل شيء، وأصحبت كالوحش يفترس الأخضر واليابس، نتيجة غياب الإعلام التوعوي وتسابق جميع العاملين في وسائل الإعلام وراء الترند للحصول علي الترافيك والمشاهدات بالملايين دون النظر للمحتوي المقدم.
وأصبح وحش السوشيال ميديا، يهدد هوية المجتمع لتأثيره علي كافة الفئات، نتيجة الجلوس لساعات طويلة علي صفحات مواقع الإجتماعي، وتصفح ما ينشر عليها سواء من مشاكل خاصة أو خلافات وأحيانا فضائح من خلال استخدام البعض للسوشيال ميديا في التشهير بالأخرين، ولعل ما حدث في حفلات تخرج الجامعات المصرية خلال الأيام الماضية ومهاجمة رواد مواقع التواصل الإجتماعي للطلاب في التعبير عن فرحتهم، أكبر دليل على ذلك.
لقد تحولت السوشيال ميديا، لوحش سيطر علي كافة مناحي الحياة، نتيجة إنشغال الكثير بالجلوس طويلًا علي الهاتف المحمول، ومشاركة الكثير من الأخبار والمعلومات المغلوطة دون التحقق من مصدرها وحقيقتها، والتي تنتشر بسرعة البرق بين المتابعين علي مواقع التواصل الإجتماعي، وأصحبت السوشيال ميديا بكل أدواتها، كالسرطان ينهش في المجمتع نتيجة غياب الرقابة علي هذه المواقع وعدم وجود مثياق للشرف الإعلامي في تداول العديد من القضايا التي تطرح علي السوشيال ميديا وتسابق كافة المواقع الإلكترونية وراء الترفيك والحصول علي مشاهدات بالملايين، وخاصة في قضايا العرض والشرف وجرائم القتل.
وهناك من يطلقون علي أنفسهم لقب يوتيوبر، يقومون بتصوير محتوي غير هادف وجلب الملايين من المشاهدات الناتجة عن عرض حياتهم اليومية، والتربج من وراء تلك الفيديوهات التي تنشر علي صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.
ونحتاج خلال الفترة الحالية، لوضع ضوابط علي السوشيال ميديا والعودة لتقديم محتوي إعلامي توعوي علي القنوات الفضائية للحد من ظاهرة وحش السوشيال ميديا التي أصبحت تتوغل في كافة مناحي الحياة.