مصطفى عثمان .. يكتب : باختصار

في زمن المصالح أصبحت السياسة مجرد علاقة جافة ليس فيها أية مشاعر ….
من أجل اجل هذا لابد أن نعرف أن هذه الأيام لم يعد هناك صديق دائم ولا عدو دائم …
بما يعني أنه في المربع الذى تتلاقى فيه مصالحنا أنا معك …
” مصلحتى ومصلحتك وبس ”
لكن مصر تختلف عن باقى الدول ….
إنها في المربع الذى لايوجد فيه مصالح معها …
فهي لاتضر ولا تشارك في إحداث ضرر ..
فهي أبدا لا تعتدى ولا تشارك في إعتداء ..
لأن علاقات مصر الخارجية مرتبطة بالشرف وتقوى الله ورضاه …
هكذا ببساطة ووضوح ..
لكن هذا ليس معناه أنك تضرها أو تستبيحها ..
واعلم أنك إذا هممت بذلك فهي كفيلة بأن تكف ضررك عنها ..
( أنت بقى عاوز تضر غيرى تبعاً لمصلحتك يبقى براحتك مع ربك .. واللي عاوز يجرب يقرب )
لكن … أمنى القومى خط أحمر ..
لأنك عندها ستجد يدى سابقة ليدك …
ولو حدث – في يوم ما – أن شعرت أن الضرر سوف يصيبك بسبب منهجك البرجماتى هنا أيضا ستجد يدي سابقة يدك …
لإن ألف باء مصلحتى وأمنى القومى تحتم علي إنى أساعدك لكي تكون جار قوى …
فأقدارنا جعلتنا نشترك فى منطقة واحدة تكالبت عليها الغيلان والذئاب والكلاب الضالة والنسور الجارحة …
قد تختلف مصالحنا أحياناً وقد تتقاطع أحياناً أخرى ..
إلا فى قضية الوجود …
تلك قضية ومسألة أخرى …
نعود جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى …
إلى أن يهديك ربك لتعرف وتعترف أن علاقة العروبة ليست مجرد علاقة موسمية ..
ولا نوع من أنواع الرفاهية …
ولا هي مجرد مسألة بحث عن زعامة …
العروبة صحة وفقدانها موت مؤكد ..
التكافل والتكاتف والوحدة العربية أصبحت مصلحة عليا ….
والذى يخرج عن السرب مهما كان حجم وهم المغريات بقوة زائفة فإنه هنا ومن المؤكد أنه قرر أن ينتحر .. !!
وسوف يحين يوم ( قريب ) ليندم على الفرص الضائعة التى كان من الممكن أن تنجيه …
والتاريخ قديمه وحديثه خير شاهد لمن أراد أن يتذكر أو يتدبر …
لكن غروره صم آذانه … وأنزل غشاوة وغمامة على عينيه …
أرجو أن يعي كل من حاول أو يحاول النيل من قدر مصر أو أن يهمش دورها عليه أن يفكر مرة أخرى ..
فمصر قادمة وبقوة … وهي محصنة منيعة محفوظة من الله أولا .. ثم بقوة وصلابة ووعي شعبها وجيشها
ويقظة قيادتها …
تحيا مصر العظمى ..
اقرأ أيضاً : مصطفى عثمان .. يكتب: أول الغيث .. ومازلنا ننتظر الكثير ..
اقرأ أيضاً: مصطفى عثمان .. يكتب : المعايير المزدوجة .. في عالم بلا قيم ..






