«النواب» يتبنى تعديلات .. لتعزيز حقوق الدفاع في مشروع قانون الإجراءات الجنائية
تبنى مجلس النواب مجموعة من التعديلات الجديدة بمشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، والتي تركز بشكل أساسي على تعزيز حقوق الدفاع وضمان حقوق المتهمين، وذلك في إطار جهود مجلس النواب المصري لتعزيز حقوق الدفاع وضمانات المحاكمة العادلة، إلى جانب الاستجابة للاحتياجات الملحة لتحديث التشريعات بما يتوافق مع الدستور والتطورات القضائية الحديثة.
وشملت أبرز التعديلات المستحدثة: تنفيذ الالتزامات الدستورية الواردة فى المادتين (54، 55) من الدستور والتى تعزز من حق الدفاع وعلى الأخص: تمكين المتهم من الاتصال بذويه ومحاميه ، كفالة الحق الدستوري المقرر للمتهم بتنبيهه إلى حقه في الصمت مع ضمان عدم تعرضه لأي ضغوط خلال مراحل التحقيق أو المحاكمة ، توفير وسائل المساعدة اللازمة لذوي الإعاقة لضمان مشاركتهم الفعالة في الدفاع عن أنفسهم وتمكينهم من ممارسة حقوقهم كاملة.
كما تشمل التعديلات إعادة صياغة المادة (237) من القانون الحالى ، والتي تقابلها المادة 234 من المشروع ، بالنص على وجوب حضور المتهم أمام المحكمة بنفسه أو بواسطة محام عنه في كافة الجنح، مع تشددها في الجنح التي يجوز فيها الحبس بحيث يكون حضور المحامي عن المتهم وجوبيا، دون أن يقتصر ذلك على الجنح المعاقب عليها بالحبس وجوبا كما كان عليه الوضع في القانون الحالي ، وذلك تنفيذا للفقرة الأخيرة من المادة (54) من الدستور.
وتضمنت التعديلات كذلك مراعاة أحكام قانون المحاماة; حيث أكد مشروع القانون على ضرورة مراعاة أحكام قانون المحاماة بما يحفظ حقوق المحامين ويضمن سريان الضمانات الواردة فيه أثناء سير الجلسات، وذلك وفقا للمواد 49، 50، 50 مكرر من قانون المحاماة الصادر بالقانون رقم 17 لسنة 1983، وتمكين الخصوم بشكل صريح وفي كل الأحوال من الحصول على صور الأوراق المقدمة في التحقيقات عقب انتهاء التحقيق سواء كانت تمت في غيبتهم أو كانت مصلحة التحقيق قد اقتضت ذلك، بينما الوضع في القانون الحالي يتصف بعدم الوضوح التشريعي ويمنح سلطة التحقيق سلطة تقديرية واسعة في هذا الشأن.
وتضمنت أيضا تنظيم إجراءات التحقيق والمحاكمة عن بعد; حيث تم تنظيمها بما يتماشى مع التوجه نحو تبسيط إجراءات التقاضي; مع التأكيد على حق المحامي في مقابلة المتهم والحضور معه في كافة الإجراءات، وحظر الفصل بين المحامي والمتهم تحت أي ظرف.
كما استحدث مشروع القانون تنظيم لإجراءات ندب المحامي في حال عدم وجود محام موكل عنه باعتباره وسيلة من وسائل المساعدة القضائية، على أن يكون ذلك بالتنسيق بين رئيس المحكمة الابتدائية ونقابة المحامين من خلال إعداد قوائم وسجلات خاصة بأسماء المحامين في كل دائرة، وإخطار جهات التحقيق والمحاكمة بصورة من هذه الكشوف لتسهيل إجراءات الندب منها.
وتأتي هذه التعديلات ضمن سلسلة من الإصلاحات التشريعية الهادفة إلى تطوير منظومة العدالة الجنائية في مصر، وضمان توافقها مع المعايير الدستورية والدولية، والتي يسعى مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، إلى إصدارها فى اطار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها رئيس الجمهورية ، بما يضمن تحقيق العدالة الناجزة، مع الالتزام بحماية حقوق الدفاع كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان الأساسية. وكان أعضاء لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أكدوا أثناء مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، التزامهم بتعزيز حقوق الدفاع والمحافظة على التوازن بين حماية المجتمع وضمان حقوق المتهمين.