هنا القاهرة .. من الخرطوم … !!
يحتفل الشعب السودانى الشقيق بتحرير الجيش الوطني السودانى لمدينة “ود مدنى ” من الميليشيات العميلة المسماة بـ ( الدعم السريع ) …
ولكن ما أهمية مدينة ” ود مدنى ” التى كانت تحتلها الميليشيات ودارت عليها أكبر المعارك ؟؟؟
من الناحية الاستراتيجية :
هى عاصمة ولاية الجزيرة التى تقع وسط السودان وثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة الخرطوم والتى تعد الخاصرة الجنوبية لها حيث يفصلها عنها 194 كم وتعتبر المدينة هى قلب السودان النابض وحلقة الوصل والمركز الرئيس لربط جميع ولايات البلاد إذ يوجد بها العديد من الجسور الرابطة بين مناطق السودان المختلفة ونقطة الإلتقاء الرئيسية لشبكة الطرق التي تربط مناطق السودان المختلفة بالخرطوم وميناء بور تسودان وذلك بعد انقطاع طريق شريان الشمال والذى خرج عن الخدمة بسبب الحرب …
وبتحرير المدينة فشلت أهداف راعى الإبل فى التحكم بقلب السودان وعزل الولايات عن بعضها وبتر يد الجيش في الوصول إليه ومن ثم السيطرة على العاصمة وبالتالي سقوط السودان لتبدأ عملية تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم وتوزيع الغنائم …
من الناحية الاقتصادية :
تتمتع مدينة ” ود مدنى ” بأهمية إقتصادية كبرى حيث إنها المدينة الاقتصادية الأولى في البلاد إذ تضم أكبر مستودعات للوقود – بعد الخرطوم – وهي التى تغذي وسط وغرب السودان بعد خروج مستودعات ولاية الخرطوم عن الخدمة نتيجة الحرب المشتعلة وتدمير مخازن الوقود بمصفاة الجيلي شمال الخرطوم .. كما أنها تضم مشروع الجزيرة الزراعي الذي يمثل رافدًا اقتصاديًّا للبلاد وأكبر مشروع ري إنسيابي في القارة الإفريقية يبلغ 2.2 مليون فدان ويعد مخزونًا استراتيجيًا للمحاصيل الأساسية من القمح والذرة وبالتالى كان إحتلال المدينة سبباً رئيسياً فى تزايد الأزمة الغذائية ف البلاد.
وتضم المدينة عددا من المؤسسات الهامة كرئاسة وزارة الري ورئاسة هيئة البحوث الزراعية كما تضم منطقة المناقل الصناعية وهي امتداد لمشروع الجزيرة وتضم كثيرا من المصانع، من أهمها صناعة الغزل والنسيج وصناعة الجلود والصناعات الغذايئة والكيميائية المختلفة وقد انتقل إليها العديد من رجال المال والأعمال بعد تدمير البنية الاقتصادية بالخرطوم.
من الناحية العسكرية :
تحتضن مدينة ” ود مدني ” مقر قيادة الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش السودانى بالقرب من جسر ” حنتوب ” كما تضم مقر حكومة ولاية الجزيرة ومركز مقر الجيش بالولاية .
من الناحية الصحية :
تعد مدينة «ود مدني» ملاذًا آمنًا للمرضى بعد توقف الخدمات الصحية بولاية الخرطوم كما اتخذتها وكالات الأمم المتحدة الإنسانية مقرًّا لها وبعد إحتلال المدينة باتت كل تلك الخدمات على المحك بعد تعليق المنظمات الإنسانية لعملها وتحذير نقابة الأطباء بالسودان من كارثة إنسانية وصحية وشيكة في “ود مدني ” ..
ولكل تلك الأهمية الكبرى لمدينة ” ود مدنى ” صارعت ميليشيا الدعم السريع للسيطرة عليها وأصبح الأمر يتطلب بعد تحريرها الدفاع المستميت عنها وعدم التفريط فيها من قبل الجيش …
انتصارات الجيش السوداني تدعو للتفاؤل وتعيد الأمور إلى نصابها وستكون سيطرة الجيش الوطني على كامل تراب الوطن هي خير ضمان لعودة الاستقرار لهذا البلد العربي الشقيق والذي يعتبر الامتداد الطبيعي لمصر
اللهم احفظ بلادنا وأرض السودان الشقيق من كل شر …
(( هنا القاهرة من الخرطوم … ))
