موقف أمة
الرئيس السيسي يرد الكرة بمنتهى الحرفية فى ملعب الطاووس الأهوج ..
* تحدثت منذ يومين في مقال مقدما النصيحة للشعب الثابت على أرضه …
وذكرت في بدايته أنه مثلما يوجد تصميم صهيونى لإتمام عملية التهجير والتصفية ويرونه هو الوقت المناسب …
فهناك أيضا تصميم مصرى لنسف الخطة وإنشاء الدولة الفلسطينية وتراه هو الوقت المناسب …
لأن منهج مصر ليس حل هوامش أى مشكلة لكنها تسعى دائماً لحل المشكلة من جذورها
وكأنى استمعت لكلمة الرئيس قبل أن يلقيها بالأمس أثناء المؤتمر الصحفى مع رئيس كينيا :
( دعوني هنا أشير إلى ثوابت الموقف المصري التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية
وهنا لا يمكن أبدًا أن يتم الحياد أو التنازل بأي شكل كان عن تلك الثوابت .. وعندما أشير للثوابت فإنني أعني بذلك الأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف والتي تشمل بالقطع إنشاء الدولة الفلسطينية والحفاظ على مقومات تلك الدولة وبالأخص شعبها وإقليمها )
* الرئيس رد الكرة في ملعب ” ترامب ”
ليس هذا فقط بل كان الرد بمنتهى ” الحرفنة ”
وكما قال ” ترامب ” إن الرئيس يستطيع أن يفعلها ..
الرئيس قال أيضا إن ” ترامب ” يستطيع أن يفعلها :
( وأود أن أطمئن الشعب المصري بأنه لا يمكن أبدًا التساهل أو السماح بالمساس بالأمن القومي المصري وأطمئنكم بأننا عازمون على العمل مع الرئيس ترامب وهو يرغب في تحقيق السلام للتوصل إلى السلام المنشود القائم على حل الدولتين ونرى أن الرئيس ترامب قادر على تحقيق ذلك الغرض الذي طال انتظاره بإحلال السلام العادل الدائم في منطقة الشرق الأوسط )
* الرئيس وضع رجل السلام – كما يحب السيد ترامب أن يطلق على نفسه – أمام مسئولياته .. وبناء عليه عليك أن تنفذ كلامك ..
السلام لن يتحقق إلا برد كامل الحقوق لأصحابها ..
وبدون دولة فلسطينية فلن يكون هناك سلام وسيظل الصراع باقيا …
( خلال ما يقرب من ١٥ شهرًا أكدنا أن ما نراه منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن هو إفرازات ونتائج لسنوات طويلة لم يتم فيها الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية وبالتالي فإن جذور المشكلة لم يتم التعامل معها ..
وكل عدة سنوات ينفجر الموقف ويحدث ما نراه أو ما رأيناه في قطاع غزة ..
إذاً الحل لهذه القضية هو حل الدولتين وإيجاد دولة فلسطينية .. هذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها .. وهذا ليس رأيي .. لابد أن يكون في اعتبارنا أن الرأي العام ليس العربي وليس المصري فقط، وإنما الرأي العام العالمي الذي يرى أن هناك ظلماً تاريخياً وقع على الشعب الفلسطيني خلال السبعين عاما الماضية ويرى أن الحل ليس إخراج الفلسطيني من مكانه .. لا ..الحل هو دولتين جنبًا إلى جنب .. أمن وسلام للمواطن الإسرائيلي وأمن وأمان للمواطن الفلسطيني ) …
* اللاعب المحترف المتمكن لم يتركها هكذا دون توضيح ..
وكان الختام مسكا .. فقد وضع مائة خط أحمر لا يمكن تجاوزه ..
أيضا لم يقم بتحذيره بأن التهجير معناه زعزعة الأمن المصرى والعربى في المنطقة فقط .. إنما ذكر له سبب رفضه لعملية التهجير فقد قال له إنه لو وافق عليها وقام بتنفيذها فسوف يصبح مشاركا في الظلم .. وأكون قد جُرت على حقوق أصحاب الحقوق ( يا بتوع الحقوق .. !!؟؟ )
الحكاية مش وجود ” السيسى ” في مكانه ولا رفض شعبه فقط .. لكن رفض الأمة العربية والإسلامية هو المانع وأنه الحجر الصلب ضد تنفيذ المخطط الصهيونى :
( في مصر حذرنا في بداية الأزمة أن يكون ما يحدث هو محاولة لجعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة حتى يتم تهجير الفلسطينيين .. وقلنا وقتها في أكتوبر مع كل من التقيناه من مسئولين إن هذه الأزمة ليست ناتجة فقط بسبب عنف وعنف متبادل بين الطرفين ولكن نتيجة فقد الأمل في إيجاد حل للدولة الفلسطينية للشعب الفلسطيني ..
ماذا سأقول للرأي العام المصري ؟
ولن أتحدث عن الرأي العام العربي أو الإسلامى أو العالمي ..
أقول أيه لو طُلب مني أو ما يتردد عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر ..؟
أنا أتصور أن الفرضية معناها عدم استقرار للأمن القومي المصري والأمن القومي العربي في منطقتنا .. مهم جدًا أن الناس اللى بتسمعنا تعرف أن هناك أمة لها موقف في هذا الأمر سواء أنا موجود في مكانى أو مشيت منه .. ذلك الظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيين وتهجيرهم سابقًا ولم يعودوا إلى مناطقهم سبق التأكيد لهم أنهم قد يعودوا إليها مرة أخرى بعد تعميرها فهل هذا سيحدث مرة أخرى ؟؟
لا اعتقد … والشعب المصري لو طلبت منه هذا الأمر هيخرج كله في الشارع المصري هيقولى لا .. لا تشارك في ظلم .. أقولها بكل وضوح ترحيل الشعب الفلسطيني من مكانه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه )
* بمعنى لو فعلتها أصبحت رجلا ظالما ولست رجل سلام وأكون بذلك قد وقفت ضد إرادة أمة .. ” وشيل بقى يابتاع السلام ”
أعتقد بعدا هذا أنك فهمت بدون إجراء محادثات تليفونية وكفاكم «لت وعجن» كتير ..
فالثوابت والمواقف المصرية أبدا لا تباع ولا تشترى …
هذا موقف أمة … ولن تحيد أبدا عنه …