كورونا .. تُطل برأسها من جديد
– وكالة الصحة العامة: الأرقام ما زالت معتدلة .. وموجات الوباء في صيف وشتاء 2022 سجلت أكثر من 4000 حالة أسبوعياً
كورونا تُطل برأسها من جديد .. وكأن العالم في حاجة إلى نكبة جديدة، تضاف إلى تلك النكبات التي لا تنتهي .. وكأن في قوس الاحتمال متسع لذلك الهاجس الذي أرقنا سنوات وحرمنا النوم والحياة.
البداية من أمريكا، حيث أعلنت صحيفة «نيويورك بوست» ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا في نيويورك بنسبة 55%، مع زيادات كذلك في ولايات أخرى.
وقالت الصحيفة: “تظهر أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة بولاية نيويورك، والتي صدرت في 2 أغسطس، أن حالات الإصابة بفيروس “كورونا” ارتفعت بنسبة 55% عن الأسبوع السابق، بمتوسط 824 حالة يوميا على مستوى الولاية”.
وأشارت إلى أن عدد المرضى في المستشفيات ازداد بنسبة 22%، أي أكثر من 100 مريض يوميا
وتشير التقارير الواردة من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن هذا الارتفاع لم يؤثر على نيويورك فقط، حيث تم تسجيل 8 آلاف حالة دخول إلى المستشفى في جميع أنحاء البلاد في غضون أسبوع، وهو ما يزيد بنسبة 12% عن الماضي
كما يعود الحديث عن وباء كورونا في خضم الصيف في فرنسا ودول أخرى، مع تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات يستدعي اليقظة، رغم عدم بلوغه مستويات عالية، وأُبلغ أيضاً عن انتشار الوباء مجدداً في ابريطانيا والهند واليابان
وأكدت وكالة الصحة العامة أن “الأرقام ما زالت معتدلة”. وسجلت موجات الوباء خلال صيف وشتاء العام 2022 أكثر من 4000 حالة أسبوعياً
ولدى خدمة “إس. أو. إس. ميدسان” SOS M decins، “تتزايد الفحوص الطبية للاشتباه بالإصابة بكوفيد-19 لدى كل الفئات العمرية”، لتبلغ أكثر من 1500 فحص في بداية أغسطس، بزيادة 84% في أسبوع واحد، وفقاً لـ”سانتيه بوبليك فرانس”
وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن عدد الحالات التي رصدت على مستوى العالم ارتفع بنسبة 80% على مدى شهر، مع مليون ونصف مليون إصابة إضافية من العاشر من يوليو حتى السادس من أغسطس
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأربعاء خلال مؤتمر صحفي أن المنظمة لم تعد تعتبر الوباء حالة طوارئ صحية عالمية منذ بداية مايو، إلا أن “الفيروس مستمر في الانتشار في كل البلدان، ويستمر بالقتل والتبدل”
ويعد المتحور “إي. جي. 5” EG.5، التي يطلق عليها علماء اسم “إيريس” Eris الأكثر رصداً حالياً لأنها قد تكون وراء عودة انتشار الوباء
ويرى خبراء أن التجمعات الصيفية وتراجع مستوى المناعة عوامل قد تؤدي دوراً في عودة الوباء أيضاً.
ويبدو هذا المتحور المتفرّع من أوميكرون والتابع لسلالة “اكس. بي. بي” XBB، أكثر قابلية للانتشار من غيرها ربما بسبب تأثير طفرات جينية جديدة، وقد يكون أكثر قدرة على تخطي الدفاعات المناعية
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 17% من الإصابات بكوفيد والتي رصدت في العالم منتصف يوليو تعود الى المتحور “أي. جي.5”.
وأورد أنطوان فلاهولت، مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف أن هذا المتحور “رُصد في الهند، ولكن أيضاً في دول آسيوية أخرى، وفي أميركا الشمالية، وفي أوروبا، حيث يميل إلى الحلول محل السلالات السائدة السابقة”
في هذه المرحلة “لا تشير الأدلة المتاحة إلى أن إي جي.5 يشكل مخاطر إضافية على الصحة العامة مقارنة بمتحورات أخرى منتشرة من سلالة أوميكرون”، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لكن تيدروس ذكر أن “خطر ظهور متحور أكثر خطورة يظل قائماً، ما سيؤدي إلى زيادة مفاجئة في الإصابات والوفيات”.
واعتبر أنطوان فلاهو أن “وضع الوباء ضبابي جداً في كل أنحاء العالم”. وأضاف “من الضروري أن تعيد السلطات الصحية نشر نظام صحي موثوق به لمراقبة كوفيد”، مطالباً خصوصاً بإجراء تحاليل لمياه الصرف الصحي في أوروبا.
ومع مرور الوقت والموجات، تضاءل تأثير كوفيد وكذلك عدد المحتاجين إلى علاج في المستشفى وعدد الوفيات إلى حد كبير، وذلك بفضل مستوى عال من المناعة المكتسبة من طريق التطعيم أو العدوى، لكنه لم يختف.
وتساءل أنطوان فلاهو “ما إذا كان سيطلب من الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة وكبار السن إجراء اختبارات في حال ظهور أعراض حتى لو كانت بسيطة حتى يستفيدوا من علاجات مبكرة مضادة للفيروسات وفعالة للحد من مخاطر الأشكال الخطيرة”.
وفي حين تخسر اللقاحات المضادة لكوفيد من فعاليتها في مواجهة العدوى مع مرور الوقت، فإنها ما زالت تعتبر وقائية جداً ضد الأشكال الخطيرة.
وتعتزم بلدان عديدة بينها فرنسا تنفيذ حملات تطعيم تركز على الفئات الأكثر ضعفاً في الخريف، إلى جانب حملات ضد الإنفلونزا.